الجمعة، 9 ديسمبر 2016

حكم عرض صور لبيان جراحات المسلمين و التعذيب سماحة الشيخ صالح الفوزان حفظه الله

حكم عرض صور لبيان جراحات المسلمين و التعذيب سماحة الشيخ صالح الفوزان حفظه الله:=
تأكيدا لتنبهات العلامة صالح الفوزان حفظه الله، ولا يخفى على كلّ أثري حُكم التصوير لذوات الأرواح في الشريعة الإسلامية، كما جاء في الصحيحين:-
 (مَن صوَّر صُورةً في الدُّنيا كُلِّفَ يومَ القيامةِ أنْ يَنفُخَ فيها الرُّوح، وليس بنافِخٍ)، 
وما جاء في صحيح الإمام البخاري:-
 (إنَّ الذين يَصنعونَ هذه الصُّورَ يُعَذَّبون يومَ القيامةِ، يُقال لهم: أَحيوا ما خَلقتُم).
ولا أظن فطنا عاقلا يتفلسف ويقول:-
 هذه النصوص في ذوات الأرواح، والميت لا روح له فهو خارج عن دلالة النص!، فيكون بغرائبه من الجاهلين. 
قال تعالى في سورة المائدة: (فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَى أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ).
قال رشيد رضا غفر الله له: -
(فالسوءة ما يسوء ظهوره، ورؤية جسد الميت، ولا سيما المقتول، يسوء كل من ينظر إليه ويوحشه).
وقال محمد الطاهر بن عاشور:-
(والسوأة : ما تسوء رؤيته ، وهي هنا تغير رائحة القتيل وتقطع جسمه).
قال الطبريُّ في "جامع البيان":-
(وقد يحتمل أن يكون عني بـالسوأة الفَرْج، غير أنَّ الأغلب مِن معناه ما ذكرتُ مِن الجيفة؛ بذلك جاء تأويلُ أهل التأويل).
فجسد المسلم يجب ستره، والمسارعة إلى مواراته، وإكرامه، وما يصنعه مَن يتاجر بصور الأموات منكر ظاهر نجم عنه شر عريض، ومن هذه الشرور والله الحافظ:
1=ظهور عورات المسلمين في حالة مقززة تشمل الرجال والنساء والأطفال والرضع.
2=من المفاسد أن أهل البدع من الخوارج (داعش وأخواتها وربائبها) استغلوا مآسي المسلمين وجراحهم لتجنيد السذج في صفوفهم، فتجدهم يعرضون صور المسلمين في بورما في أقبح منظر، وفي المقابل يعرضون صور شهدائهم زعمو المزورة والمفبركة من أتباع (داعش وربائبها) في سرور وحبور وكأنهم يعاينون النعيم.
3=كثرة المساس تبلد الإحساس (مرض الألفة كما يقولون)، 
وهذا الذي هو واقع، فصارت جثث الموتى من المناظر التي اعتاد عليها المسلمون، ولا تطيب لهم أنباء وأخبار على وسائل الإعلام إلا إذا كانت محلاة بالدماء والأشلاء في أبشع منظر، ولا يبعد أن تجد بليدا من المسلمين يتناول قهوة (كبشينوا)، وهو يشاهد أشلاء المسلمين المتناثرة التي قطعتها رحى الفتن في ديار الإسلام، من غير أن يتغير طعم القهوة في فيه لموت الإحساس فيه.
4=الكم الهائل من الصور البشعة التي تعرضها سائل الإعلام، ويتنافس بعض الأحزاب الإسلامية على نشرها حطمت الأمل عند كثير من ضعفاء الإيمان، وجعلت القنوط يخيم على أنفسهم، ولا يستبعد أن يلجأ بعضهم إما إلى الانتحار، وإما إلى الانتقام بالانضمام إلى أي فصيل يجدونه أمامهم ولو كانت (داعش)، أو فصيل يهودي في لباس إسلامي.


استثناء للحاجة، وتقدر بقدرها:

يجوز للجهات الرسمية، والجمعيات القانونية أن توثق جرائم الظالمين، والمعتدين، والمجرمين سواء كانوا من: المسلمين السنيين، أو الخوارج، أو الروافض، أو النصارى، أو اليهود، أو البوذيين، أو.... لمحاسبتهم ومقاضاتهم على جرائمهم البشعة، وتكون الصور والأفلام البشعة في حافظة الملفات وليس في متناول الجميع، وقد يعرض شيء منها على وسائل الإعلام بقدر الحاجة، والضرورة تقدر بقدرها، والمختصون وعلماء الشريعة، وعلماء الاجتماع هم من يقدرون المصالح، وليس تجار الأشلاء من الإعلاميين والأحزاب الإسلامية
والله أعلم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

Unordered List