الثلاثاء، 28 أكتوبر 2014

حديث النبي صلي الله عليه و سلم مع عتبة بن ربيعة

المطالب العالية محققا
[باب اعتراف القدماء بأعلام النبوة]
4233 - عن جابر  قَالَ:
اجْتَمَعَتْ قُرَيْشٌ يَوْمًا، فَقَالُوا: انْظُرُوا أَعْلَمَكُمْ بِالسِّحْرِ وَالْكَهَانَةِ وَالشِّعْرِ،
فَلْيَأْتِ هَذَا الرَّجُلَ الَّذِي قَدْ فَرَّقَ جَمَاعَتَنَا، وشتَّتَ أَمْرَنَا، وَعَابَ دِينِنَا،
فَلْيُكَلِّمْهُ وَلْيَنْظُرْ مَاذَا يَرُدُّ عَلَيْهِ،
فَقَالُوا: مَا نَعْرِفُ أَحَدًا غَيْرَ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ،
فَقَالُوا: أنت يَا أَبَا الْوَلِيدِ! فَأَتَاهُ عُتْبَةُ،
فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ! أَنْتَ خَيْرٌ أَمْ عَبْدُ اللَّهِ؟
فَسَكَتَ رسول الله قال:
إِنْ كُنْتَ تَزْعُمُ أَنَّ هَؤُلَاءِ خَيْرٌ مِنْكَ، فَقَدْ عَبَدُوا الْآلِهَةَ الَّتِي عِبت،
وَإِنْ كُنْتَ تَزْعُمُ أَنَّكَ خَيْرٌ مِنْهُمْ فَتَكَلَّمْ حَتَّى نَسْمَعَ قَوْلَكَ:
أَمَا وَاللَّهِ مَا رَأَيْنَا سَخْلَةً قَطُّ، أَشْأَمَ عَلَى قَوْمِكَ مِنْكَ،
فَرَّقْتَ شَمْلَنَا، وَ شَتَّتَ أَمْرَنَا، وَ عِبْتَ دِينَنَا وَ فَضَحْتَنَا فِي الْعَرَبِ،
حَتَّى لَقَدْ طَارَ فِيهِمْ أَنَّ فِيَ قُرَيْشٍ سَاحِرًا، وَأَنَّ فِي قُرَيْشٍ كَاهِنًا،
وَاللَّهِ مَا نَنْتَظِرُ إلَّا مثل صيحة الحبلى أن يقدم بَعْضُنَا إِلَى بَعْضٍ بِالسُّيُوفِ،
حَتَّى نَتَفَانَى، أَيُّهَا الرَّجُلُ،
1-إِنْ كَانَ إِنَّمَا بِكَ الْحَاجَةُ، جَمَعْنَا لك حتى تكون أغنى قريشٍ رجلًا وَاحِدًا،
2-وَإِنْ كَانَ إِنَّمَا بِكَ الباءَة، فَاخْتَرْ أيَّ نساء قريش شئت، فلنُزَوجك عَشْرًا،
3-[وإن كنت إنما تريد شرفًا، شرفناك علينا حتى لا نقطع أمرًا دونك] ابن اسحاق
4-[وإن كنت تريد ملكًا، ملكناك]ابن اسحاق
5-[وإن كان هذا الذي يأتيك رئيًا تراه ولا تستطيع أن ترده عن نفسك
طلبنا لك الطب وبذلنا فيه أموالنا حتى نبرئك منه] ابن اسحاق
فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ --: أَفَرَغْتَ؟
قَالَ: نَعَمْ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -- {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}
{حَم 1 تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} حَتَّى بَلَغَ:
{فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ}
[فَمَضَى رَسُولُ اللَّهِ -- يقرؤها عليه.
فلما سمعها عتبة أنصت له،
و ألقى بيده خلف ظهره معتمدًا عليها يستمع منه.
حتى انتهى رسول الله -- إلى السجدة، فسجد فيها.
ثم قال قد سمعت يا أبا الوليد ما سمعت فأنت وذاك] ابن اسحاق
فَقَالَ لَهُ عُتْبَةُ: حَسْبُكَ، حَسْبُكَ، مَا عِنْدَكَ غير هذا؟
قال -r-: لَا.
[فقام عتبة إلى أصحابه،
فقال بعضهم لبعض، يحلف باللهِ:
لقد جاءكم أبو الوليد بغير الوجه الذي ذهب به] ابن اسحاق
فَرَجَعَ إِلَى قُرَيْشٍ، فَقَالُوا: مَا وَرَاءَكَ؟
قَالَ: مَا تَرَكْتُ شَيْئًا أَرَى أَنَّكُمْ تُكَلِّمُونَهُ به إلَّا قد كَلَّمْتُهُ بِهِ،
[فلما جلس إليهم، قالوا: ما وراءك يا أبا الوليد؟
فقال: و رائي أني والله قد سمعت قولًا ما سمعت لمثله قط،
والله ما هو بالشعر ولا بالسحر ولا الكهانة.
يا معشر قريش، أطيعوني واجعلوها بي،
خلوا بين هذا الرجل وبين ما هو فيه، واعتزلوه،
فوالله ليكونن لقوله الذي سمعت نبأ،
فإن تصبه العرب فقد كفيتموه بغيركم،
وإن يظهر على العرب، فملكه ملككم، وعزه عزكم،
كنتم أسعد الناس به قالوا: سحرك والله يا أبا الوليد بلسانه.
فقال: هذا رأيي لكم، فاصنعوا ما بدا لكم] ابن اسحاق
قَالُوا: فَهَلْ أَجَابَكَ؟
قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: وَالَّذِي نَصَبَهَا بَنِيّه مَا فَهِمْتُ شَيْئًا مِمَّا قَالَ،
غَيْرَ أَنَّهُ أَنْذَرَكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَ ثَمُودَ،
قَالُوا: وَيْلَكَ، يُكَلِّمُكَ رَجُلٌ بِالْعَرَبِيَّةِ لَا تَدْرِي مَا قَالَ!

قَالَ: لَا والله ما فهمت شيئًا بما قال غير ذكر الصاعقة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Unordered List