92-تفسير سورة و
الليل-و هي مكية
بِسْمِ اللَّهِ
الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
ﮖ ﮗ
ﮘ ﮙ ﮚ
ﮛ ﮜ ﮝ
ﮞ ﮟ ﮠ
ﮡ ﮢ
ﮣ
ﮤ ﮥ ﮦ
ﮧ ﮨ ﮩ
ﮪ ﮫ ﮬ
ﮭ ﮮ ﮯ
ﮰ ﮱ
ﯓ ﯔ
ﯕ ﯖ ﯗ
ﯘ ﯙ ﯚ
ﯛ ﯜ ﯝ
ﯞ
ﯟ ﯠ ﯡ
ﯢ ﯣ ﯤ
ﯥ ﯦ
ﯧ ﯨ ﯩ
ﯪ ﯫ ﯬ
ﯭ ﯮ ﯯ
ﯰ ﯱ
هذا قسم من الله بالزمان الذي تقع فيه أفعال العباد على تفاوت
أحوالهم، فقال: (ﮖ ﮗ ﮘ )
أي: يعم الخلق بظلامه، فيسكن كل إلى مأواه و مسكنه،
و يستريح العباد من
الكد و التعب.
(ﮚ ﮛ ﮜ )
(ﮚ ﮛ ﮜ )
للخلق، فاستضاءوا
بنوره، و انتشروا في مصالحهم.
(ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ )
(ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ )
1-إن كانت « ما » موصولة، كان إقسامًا بنفسه الكريمة الموصوفة،
بأنه خالق الذكور و الإناث،
2-و إن كانت مصدرية، كان قسمًا بخلقه للذكر والأنثى،
و كمال حكمته في ذلك أن خلق من كل صنف من الحيوانات التي يريد
بقاءها ذكرًا و أنثى، ليبقى النوع و لا يضمحل،
و قاد كلا منهما إلى الآخر بسلسلة الشهوة،
و جعل كلا منهما مناسبًا للآخر، فتبارك الله أحسن الخالقين.
*** كَقَوْلِهِ: {وَخَلَقْنَاكُمْ
أَزْوَاجًا}
[النَّبَأِ: 8] ،
وَ كَقَوْلِهِ:
{وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا
زَوْجَيْنِ}
[الذَّارِيَاتِ: 49] .
وَ لَمَّا
كَانَ الْقَسَمُ بِهَذِهِ الْأَشْيَاءِ الْمُتَضَادَّةِ كَانَ الْقَسَمُ عَلَيْهِ
أَيْضًا مُتَضَادًّا؛
وَ لِهَذَا
قَالَ: {إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى}
أَيْ:
أَعْمَالُ الْعِبَادِ الَّتِي اكْتَسَبُوهَا مُتَضَادَّةٌ أَيْضًا
وَمُتَخَالِفَةٌ،
فَمِنْ فَاعِلٍ خَيْرًا وَ مِنْ فَاعِلٍ شَرًّا.
و قوله: (ﮣ ﮤ ﮥ )
و قوله: (ﮣ ﮤ ﮥ )
هذا هو المقسم عليه أي:
إن سعيكم أيها
المكلفون لمتفاوت تفاوتا كثيًرا،
و ذلك بحسب تفاوت نفس الأعمال ومقدارها والنشاط فيها،
و بحسب الغاية المقصودة بتلك الأعمال،
هل هو وجه الله الأعلى الباقي؟
فيبقى السعي له ببقائه، و ينتفع به صاحبه،
أم هي غاية مضمحلة فانية، فيبطل السعي ببطلانها، و يضمحل
باضمحلالها؟
و هذا كل عمل يقصد به غير وجه الله تعالى، بهذا الوصف،
و هذا كل عمل يقصد به غير وجه الله تعالى، بهذا الوصف،
و لهذا فصل الله تعالى العاملين، و وصف أعمالهم، فقال:
(ﮧ ﮨ ﮩ )
أي ما أمر به من
العبادات المالية:-
كالزكوات، والكفارات و
النفقات، و الصدقات، و الإنفاق في وجوه الخير،
و العبادات البدنية:-
كالصلاة، و الصوم و نحوهما
و المركبة منهما:-
و المركبة منهما:-
كالحج و العمرة و نحوهما
(ﮪ )
ما نهي عنه، من المحرمات و المعاصي، على اختلاف أجناسها.
(ﮬ ﮭ )
(ﮬ ﮭ )
أي: صدق بـ « لا إله إلا الله »
و ما دلت عليه،
من جميع العقائد
الدينية، و ما ترتب عليها من الجزاء الأخروي.
(ﮯ ﮰ )
(ﮯ ﮰ )
أي: نسهل عليه أمره، و
نجعله ميسرا له كل خير، ميسرًا له ترك كل شر،
لأنه أتى بأسباب التيسير، فيسر الله له ذلك.
(ﯓ ﯔ ﯕ )
(ﯓ ﯔ ﯕ )
بما أمر به، فترك الإنفاق الواجب و المستحب،
و لم تسمح نفسه بأداء
ما وجب لله،
(ﯖ )
عن الله، فترك عبوديته جانبًا،
و لم ير نفسه مفتقرة غاية الافتقار إلى ربها،
الذي لا نجاة لها و لا فوز و لا فلاح، إلا بأن يكون هو محبوبها
و معبودها،
الذي تقصده و تتوجه
إليه.
(ﯘ ﯙ )
(ﯘ ﯙ )
أي: بما أوجب الله على العباد التصديق به من العقائد الحسنة.
(ﯛ ﯜ )
(ﯛ ﯜ )
أي: للحالة العسرة، و الخصال
الذميمة،
بأن يكون ميسرًا للشر أينما كان،
ومقيضًا له أفعال
المعاصي، نسأل الله العافية.
***لطريق الشر كَمَا قَالَ تَعَالَى:
{وَنُقَلِّبُ
أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ
وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} [الْأَنْعَامِ: 11]
وَ الْآيَاتُ
فِي هَذَا الْمَعْنَى كَثِيرَةٌ دَالَّةٌ :
عَلَى أَنَّ
اللَّهَ، عَزَّ وَجَلَّ، يُجازي مَنْ قَصَدَ الْخَيْرَ بِالتَّوْفِيقِ لَهُ،
وَ مَنْ
قَصَدَ الشَّرَّ بِالْخِذْلَانِ.
وَ كُلُّ
ذَلِكَ بِقَدَرٍ مُقدّر، وَالْأَحَادِيثُ الدَّالَّةُ عَلَى هَذَا الْمَعْنَى
كَثِيرَةٌ:
*** صحيح البخاري
4945
- عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:
كُنَّا
مَعَ النَّبِيِّ rفِي بَقِيعِ
الغَرْقَدِ فِي جَنَازَةٍ، فَقَالَ:
«مَا
مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَ قَدْ كُتِبَ مَقْعَدُهُ مِنَ الجَنَّةِ،
وَمَقْعَدُهُ مِنَ النَّارِ»،
فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلاَ نَتَّكِلُ؟
فَقَالَ:
«اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ» ثُمَّ قَرَأَ:
{فَأَمَّا
مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالحُسْنَى} [الليل: 6] إِلَى قَوْلِهِ
{لِلْعُسْرَى} [الليل: 10]،
وتتمة الآيات {فسنيسره لليسرى} وهي العمل الذي يرضاه الله
تعالى
{وأما من بخل واستغنى
وكذب بالحسنى. فسنيسره للعسرى}
أي والذي أمسك عن
الإنفاق واستغنى بشهوات الدنيا عن نعيم الآخرة ولم يصدق بجزيل الأجر والعطاء عند
الله عز وجل فإننا نمهد له الطريق الموصل إلى الشقاوة حسبما اختار لنفسه.
(ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ )
(ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ )
الذي
أطغاه واستغنى به، وبخل به
(ﯢ
ﯣ )
إذا هلك و مات، فإنه لا يصحبه إلا عمله الصالح .
و أما ماله الذي لم يخرج منه الواجب فإنه يكون وبالا عليه،
و أما ماله الذي لم يخرج منه الواجب فإنه يكون وبالا عليه،
إذ لم يقدم منه لآخرته شيئًا.
*** إِذَا تَرَدَّى فِي النَّارِ.
(ﯥ ﯦ ﯧ )
(ﯥ ﯦ ﯧ )
أي: إن الهدى المستقيم طريقه، يوصل إلى الله، و يدني من رضاه،
و أما الضلال، فطرق مسدودة عن الله،
لا توصل صاحبها إلا للعذاب الشديد.
***نُبَيِّنُ
الحلالَ و الحرامَ.
وَقَالَ
غَيْرُهُ: مَنْ سَلك طَرِيقَ الْهُدَى وَصَل إِلَى اللَّهِ. وَ جَعَلَهُ
كَقَوْلِهِ تَعَالَى:
{وَعَلَى
اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ} [النَّحْلِ: 9] .
(ﯩ ﯪ ﯫ
ﯬ )
ملكًا و تصرفًا، ليس له فيهما مشارك،
فليرغب الراغبون إليه في الطلب، و لينقطع رجاؤهم عن المخلوقين.
(ﯮ ﯯ ﯰ )
(ﯮ ﯯ ﯰ )
أي: تستعر و تتوقد.
***سنن الدارمي
2854 - عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ،
قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ rيَخْطُبُ
فَقَالَ: «أَنْذَرْتُكُمُ النَّارَ، أَنْذَرْتُكُمُ النَّارَ، أَنْذَرْتُكُمُ
النَّارَ»
فَمَا زَالَ يَقُولُهَا حَتَّى لَوْ كَانَ
فِي مَقَامِي هَذَا، لَسَمِعَهُ أَهْلُ السُّوقِ،
حَتَّى سَقَطَتْ خَمِيصَةٌ كَانَتْ عَلَيْهِ
عِنْدَ رِجْلَيْهِ
***صحيح البخاري
6561 - عن النُّعْمَانَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ
rيَقُولُ:
«إِنَّ أَهْوَنَ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا
يَوْمَ القِيَامَةِ لَرَجُلٌ، تُوضَعُ فِي أَخْمَصِ قَدَمَيْهِ جَمْرَةٌ، يَغْلِي
مِنْهَا دِمَاغُهُ»([1])
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق