الجمعة، 25 أبريل 2014

الاعجاز العلمي في (لهم قلوب لا يفقهون بها)

الاعجاز العلمي في (لهم قلوب لا يفقهون بها)
الحقائق العلمية في هذا الصدد:
في خبر نشرته قناة mbc قبل أيام مفاده أن مجموعة من الأطباء الأمريكان وجدوا مجموعة من الخلايا العصبية في جدار القلب،
و أن هذه الخلايا مسئولة عن اتخاذ القرار في الجسم،
و في برنامج وثائقي عرضته أخيراً إحدى المحطات الأجنبية،
¦ورد خبر يتحدث عن اكتشاف جديد، مفاده أن القلب هو أحد أهم مراكز الذكريات و المواهب و القدرات الفكرية لدى الإنسان،
و أن هذا الدور ليس حكراً على الدماغ،
¦أما البرهان القاطع على هذه الفرضية:-
فمنحته إحدى عمليات زرع القلب الغريبة التي تمت أخيراً،
حيث أودع قلب شاعر توفى حديثاً صَدْرَ سائق شاحنات هجر المدرسة في الخامسة عشرة من عمره،
و بعد الجراحة، شرع سائق الشاحنات، ذو الجسد المغطى بالأوشام،
في كتابة القصائد،
و لدى مقارنة نصوص هذا السائق بقصائد الشاعر الراحل الذي وهبه قلبه، تبين أنها متشابهة للغاية،
و قد فسر العلماء ذلك بأن القلب يحتوي على خلايا عصبيه تؤدي دور دماغ صغير موصول بالدماغ الرئيسي،
تتيح له أن يخزن الذكريات و الميول الفكرية، لا المشاعر فحسب، ما يجعل متلقي القلب الموهوب يصاب بعدوى سلوك الواهب و شخصيته و طباعه
و ذوقه، بل و حتى ثقافته(10).
وجه الإعجاز:
وإن كانت الحقائق العلمية ما زالت في طور التجدد والاكتشاف إلا أن ما وصلنا منها يشير إلى صحة القول بأن العقل هو في القلب
و ليس في الدماغ، و هذا ما أشارت إليه الآيات الكريمات بمجموعها،
 و إن كان بعضها أدل من بعض بهذا الخصوص و لا أدل من قوله تعالى: 
﴿أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ﴾
 [الحج: 46]
 على أن العقل الذي هو مناط التكليف وسيد الجسد و قائده إنما هو في القلب، فقوله: ﴿فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا﴾
 لا يحتاج إلى كثير تأمل في أن القلب هو محل العقل،
و إنما جاءت الاكتشافات العلمية الحديثة بمثابة برهان جديد من نوع البراهين العلمية التي تؤكد المعنى القديم و تزيده وضوحاً و سطوعاً،
و ليكون هذا الدليل الجديد صرخة في آذان الذين يصمّون أسماعهم عن القول الحق، شعارهم في ذلك مثل سلفهم من الجاحدين
﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ﴾ 
[فصلت: 26]،
و بالمناسبة فإنه و في نفس السورة تجد أن الله سبحانه بشرنا بأنه سيرينا ما به تقوم الحجة على الكافرين المعاندين، فقال تعالى:
﴿سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾ [فصلت: 53]
لأن سماع القرآن يفتح الآفاق أمام من قرأه و تأمل به،
و يبشر المؤمنين بأن الله الذي أنزل هذا القرآن و حفظه سيجعل فيه الآيات و البراهين والأدلة لكل زمان و مكان و لا يستثني به طائفة دون أخرى من غير أن تقوم عليهم الحجة،
سواء كانوا علمانيين لا يؤمنون إلا بالمادة ومشتقاتها أو كانوا ملحدين لا يؤمنون إلا بالعلم واكتشافاته،
و هكذا فإن كلام الخالق هو سر الأسرار و كنز لكل عاقل،
فالحمد لله الذي جعل لمن آمن به الحجة القاطعة، و المدد الإيماني بهذا الحق الذي ﴿لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ﴾ [فصلت: 42].

إعداد: قسطاس إبراهيم النعيمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Unordered List