السبت، 25 يناير 2014

شرح الآية -لا يحب الله الجهر بالسوء إلا من ظلم

  ﭒ  ﭓ  ﭔ  ﭕ    ﭖ  ﭗ  ﭘ  ﭙ ﭚ  ﭛ  ﭝ   ﭞ  ﭟ  ﭠ  ﭡ
ﭢ  ﭣ  ﭤ  ﭥ  ﭦ  ﭧ    ﭨ  ﭩ   ﭪ  ﭫ  ﭬ  ﭭ    ﭮ  ﭯ
(  ﭒ  ﭓ  ﭔ  ﭕ    ﭖ  ﭗ  ﭘ  )
يخبر تعالى أنه لا يحب الجهر بالسوء من القول، أي:-
 يبغض ذلك و يمقته و يعاقب عليه،
و يشمل ذلك جميع الأقوال السيئة التي تسوء و تحزن، كـــــــــــــــــــــــــــــ:-
[الشتـــــــــــــــــــــــــــــم و القـــــــــــــــــــــــــــــذف و الســـــــــــــــــــــــــــــب و نحو ذلك]
فإن ذلك كله من المنهي عنه الذي يبغضه الله.
و يدل مفهومها أنه يحب الحسن من القول كالذكر و الكلام الطيب اللين.
وقوله: (
ﭙ ﭚ  ﭛ  )
أي: فإنه يجوز له أن يدعو على من ظلمه و يتشكى منه،
و يجهر بالسوء لمن جهر له به، من غيـــــــــــــــــــــــــــــر أن :-
1-يكـــــــــــــــــــــــــــــذب عليه
2-و لا يـــــــــــــــــــــــــــــزيد على مظلمته،
3-و لا يتعدى بشتمه غير ظالمه،
و مع ذلك فعفوه و عـدم مقابلته أولى، كما قـال تعالى:
(فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ)
*** صحيح مسلم
 (2587) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ r قَالَ:
«الْمُسْتَبَّانِ مَا قَالَا فَعَلَى الْبَادِئِ، مَا لَمْ يَعْتَدِ الْمَظْلُومُ»([1])
***قَالَ هُوَ الرَّجُلُ يَنْزِلُ بِالرَّجُلِ فَلَا يُحْسِنُ ضِيَافَتَهُ، فَيَخْرُجُ فَيَقُولُ:
"أَسَاءَ ضِيَافَتِي، وَ لَمْ يُحْسِنْ".
وَ فِي رِوَايَةٍ هُوَ الضَّيْفُ الْمُحَوَّلُ رحلُه، فَإِنَّهُ يَجْهَرُ لِصَاحِبِهِ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ.
***صحيح مسلم
1727- عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، أَنَّهُ قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ،:-
إِنَّكَ تَبْعَثُنَا فَنَنْزِلُ بِقَوْمٍ فَلَا يَقْرُونَنَا، فَمَا تَرَى؟ فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ r:
«إِنْ نَزَلْتُمْ بِقَوْمٍ فَأَمَرُوا لَكُمْ بِمَا يَنْبَغِي لِلضَّيْفِ، فَاقْبَلُوا، فَإِنْ لَمْ يَفْعَلُوا، فَخُذُوا مِنْهُمْ حَقَّ الضَّيْفِ الَّذِي يَنْبَغِي لَهُمْ»
و من هذا القبيل الحديث المروي:
***سنن أبي داود
5153 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ rيَشْكُو جَارَهُ، فَقَالَ:- «اذْهَبْ فَاصْبِرْ» فَأَتَاهُ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا،
فَقَالَ: «اذْهَبْ فَاطْرَحْ مَتَاعَكَ فِي الطَّرِيقِ» فَطَرَحَ مَتَاعَهُ فِي الطَّرِيقِ،
فَجَعَلَ النَّاسُ يَسْأَلُونَهُ فَيُخْبِرُهُمْ خَبَرَهُ،
فَجَعَلَ النَّاسُ يَلْعَنُونَهُ: فَعَلَ اللَّهُ بِهِ، وَ فَعَلَ، وَ فَعَلَ،
فَجَاءَ إِلَيْهِ جَارُهُ فَقَالَ لَهُ:-
ارْجِعْ لَا تَرَى مِنِّي شَيْئًا تَكْرَهُهُ
(ﭝ   ﭞ  ﭟ  ﭠ  )
ولما كانت الآية قد اشتملت على الكلام السيئ و الحسن و المباح،
أخبر تعالى أنه (ﭟ  ) فيسمع أقوالكم،
فاحذروا أن تتكلموا بما يغضب ربكم فيعاقبكم على ذلك.
و فيه أيضا ترغيب على القول الحسن.
(ﭠ  ) بنياتكم و مصدر أقوالكم.
ثم قال تعالى: (
ﭢ  ﭣ  ﭤ  ﭥ  ﭦ  )
و هذا يشمل كل خير قوليّ و فعليّ، ظاهر و باطن،من واجب و مستحب.
(
ﭧ    ﭨ  ﭩ   ﭪ  )
أي: عمن ساءكم في أبدانكم و أموالكم و أعراضكم،
فتسمحوا عنه، فإن الجزاء من جنس العمل.
فمن عفا لله عفا الله عنه، و من أحسن أحسن الله إليه،
فلهذا قال: (ﭫ  ﭬ  ﭭ    ﭮ  ﭯ)
أي: يعفو عن زلات عباده و ذنوبهم العظيمة فيسدل عليهم ستره،
ثم يعاملهم بعفوه التام الصادر عن قدرته.
mو في هذه الآية إرشاد إلى التفقه في معاني أسماء الله و صفاته،
و أن الخلق و الأمر صادر عنها، و هي مقتضية له،
و لهذا يعلل الأحكام بالأسماء الحسنى، كما في هذه الآية.
لما ذكر عمل الخير و العفو عن المسيء رتب على ذلك:-
بأن أحالنا على معرفة أسمائه و أن ذلك يغنينا عن ذكر ثوابها الخاص.
***صحيح مسلم
(2588) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ r قَالَ:
«مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ، وَ مَا زَادَ اللهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ، إِلَّا عِزًّا،
وَ مَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ لِلَّهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللهُ»([2])




[1] (المستبان ما قالا) معناه أن إثم السباب الواقع من اثنين مختص بالبادئ منهما كله إلا أن يتجاوز الثاني قدر الانتصار فيقول للبادئ أكثر مما قال له]
[2]  (ما نقصت صدقة من مال) ذكروا فيه وجهين أحدهما معناه أنه يبارك فيه ويدفع عنه المضرات فينجبر نقص الصورة بالبركة الخفية وهذا مدرك بالحس والعادة والثاني أنه وإن نقصت صورته كان في الثواب المرتب عليه جبر لنقصه وزيادة إلى أضعاف كثيرة (وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا) فيه أيضا وجهان أحدهما على ظاهره ومن عرف بالعفو والصفح ساد وعظم في القلوب وزاد عزه وإكرامه والثاني أن المراد أجره في الآخرة وعزه هناك (وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله) فيه أيضا وجهان أحدهما يرفعه في الدنيا ويثبت له بتواضعه في القلوب منزلة ويرفعه الله عند الناس ويجل مكانه والثاني أن المراد ثوابه في الآخرة ورفعه فيها بتواضعه في الدنيا قال العلماء وهذه الأوجه في الألفاظ الثلاثة موجودة في العادة معروفة وقد يكون المراد الوجهين معا في جميعها في الدنيا والآخرة]

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Unordered List